أين رحلت ؟
أين رحلت ؟
تُعدّ الكتابة عن الموت واستفهاماته وعالمه المجهول، وهالة الـ "لماذات" المحيطة به، من أصعب أنواع التحديات خاصة إذا كان الكتاب موجها للأطفال. في هذا النّص تحاول الكاتبة أن تصالح الطفل مع فكرة الموت وحقيقته، وحتميته،، لا من باب التحايل، إنما من باب حق الطفل بأن يسأل ويعرف، ويكتشف، ويحزن ويبكي لوعة الفقد،المؤلمة، من حيث وطأة اختبارها للإنسان بشكل عام.
النص قصة تسري أحداثها في بيت لطيف مؤلف من أب وأم وطفل وطفلة. تحكي القصة عن الدفء الذي كانت تتمتع به عائلة صغيرة سعيدة، إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي تموت فيه الأم، لم تذكر الكاتبة حادثة الموت وكيفيتها، إنما أتت عبر مقاربة ذكية ما بين خسارة الأشياء التي يمكن تعويضها والفقد الذي علينا أن نتعايش مع ثقله.
يفسر النص الموت بلغة سلسة وبسيطة وقابلة لإجراء النقاشات والحوار، عن ماهية الموت عبر أسلوب التشبيه والاستعارة المفهومة..
فما هذا الجسد سوى ثوب لروح لها ولادة أخرى في عالم النور حيث يشبه طبيعتها.
أما الحزن على الراحلين فهو أمر طبيعي لأن الشوق حق المشتاق والبكاء حق الفاقد.
ينتهي النص بلفتة لكيفية القيام ببعض أنواع إحياء الذكرى لمن رحلوا عبر القيام بأعمال مفرحة او لها بعد معنوي وتكافلي.
سيلاحظ القارىء استخدام ثيمة وحيد القرن في الرسومات، حيث سيظهر دائما في اللوحات التي تحمل الفرح والأيام الحلوة، وسيختفي عند وقوع الموت. وهو هنا نوع من انواع الاستباق وتهيئة الطفل لحدث آت، لينتهي الكتاب بظهور وحيد القرن من جديد لأن على الفرح والأمل أن يستمرا. أما اختيار وحيد القرن فلم يكن عبثيا إنما لرمزيته الأسطورية.
**تنويه:
يتم مراعاة أقصى حدود الدقة في عرض ألوان المنتجات في الموقع الإلكتروني، ولكن ما تراه من ألوان ظاهرة في الموقع يعتمد بشكل أساسي على إعدادات شاشتك وهذا يقع خارج نطاق صلاحيتنا.