لا تخبري ماما
لا تخبري ماما
“لا تخبري ماما” إنجاز روائي، يمكن وصفه في جملة مجازية مقتضبة “ذاكرة للألم” .
لأن أفكار مؤلفته “توني ماغواير” تولدت من هذا الألم الذي عانت منه صغيرة برضى والديها، وقد جعلت منه خطاباً مركزياً لنص روائي حقيقي تقول فيه قصة إعتداء جسدي وجنسي تعرضت له من قبل والدها عندما كانت في السادسة من عمرها، وبرضى والدتها، وتنتهي بحملها في سن الرابعة عشرة.
وسواء، كان هذا الحدث موضوعاً لحكي فطري، أو تسجيلي، أو واقعي، فهو مؤشر على خلل في طبيعة العلاقة التي تربط بين أب وابنته، وهي حالة شاذة لا يمكن أن تُعمم، وتتمثل في الاعتداء على الطفولة، سواء أكان المعتدي الأب أو غيره، والمؤلفة كتبت ما كتبت كمحاولة لتوثيق ظلمها وإشهاره في وجه العالم الذي اعتبرها شريكة في الجريمة، وأذاها ودانها أكثر مما دان والدها: “في موطن أبي في إيرالندا الشمالية في الخمسينات، يُجسد أبي في نظر الناس، صورة البطل، هو ابن البلد الذي شارك في الحرب وعاد بأوسمة.
وقد كان يُنظر لكل جنود الحرب العالمية الثانية في إيرلندا الشمالية بوصفهم متطوعين شجعاناً، لأن التجنيد الإجباري لم يكن له وجود حينئذٍ، كان الناس يعتقدون أن خطأ أبي هو زواجه من أمي الإنجليزية التي تكبره بخمس سنوات، وتتعامل بغطرسة مع عائلته وأصدقائه…”.
تكتب توني ماغواير قصة حياتها، وظلم مجتمعها وإتهامه لها أنها كانت “تفعل ذلك” بطيب خاطر، وأدلتهم على ذلك، إلى أنها لم تتهمه بالإغتصاب أخيراً، إلا لتخلص نفسها بعد ظهور حملها الذي أجهضته لاحقاً، حتى أنهم حقدوا عليها جرّاء “جرجرة” والدها في المحاكم وشهادتها ضده وتشهيرها بعائلة من أكبر العائلات في بلادها.
وتنتهي الرواية ببراءة والدها وإفلاته من العقاب، وموت والدتها بعد مرض عضال.
كنتُ أثق في حبّ أمي لي… ستطلب منه أن يتوقّف… لكنّها لم تفعل… قصة طفلة صغيرة عانت من غدر مَن يُفتَرض أن يحميها: والديها.
كتاب على قدر كبير من الأهمية، يشهد على ما تتحلى به الكاتبة توني ماغواير من شجاعة وإيمان قوي بالحياة، على الرغم من الظلم الكبير الذي تعرضت له.
“لا تخبري ماما” هي قصة حقيقية أذهلت 600.000 قارئ